الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية راشد الغنوشي: التونسيون الذين يقاتلون في سوريا ليسوا أبناء الثورة ونشأوا تحت حكم "بن على"

نشر في  11 أفريل 2015  (12:08)

نصح رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي، جماعة الإخوان المسلمين في مصر بتحليل أخطائها بعد فقدها الحكم، وبرر تجنب الحركة خوض انتخابات الرئاسة الماضية بـحماية الديمقراطية الناشئة وتجنب مصير الإخوان في مصر.

وقال الغنوشي، في حوار أجراه على هامش تكريمه بجائزة "ابن رشد" للفكر الحر ونشر على موقعه الإلكتروني، إن الحركة لم تقدم مرشحا رئاسيا في الانتخابات الماضية، التي فاز فيها الباجي قائد السبسي، رئيس حزب نداء تونس، لـحماية الديمقراطية الناشئة، لتجنب مصير الإخوان في مصر.

وأضاف: "شاهدنا في بلدان مجاورة مثل مصر إلى أين أدى التجاذب الحاد بين الإسلاميين والعلمانيين لمثل هذه السيناريوهات التي نريد أن نتجنبها في تونس".

وأوضح أن "النهضة كانت في الحكم وهى الآن ثاني أكبر حزب ولها خيارات عديدة، يمكن لها أن تشارك في تشكيل الحكومة القادمة أو أن تبقى في المعارضة، وهذا يقوي الديمقراطية في بلدنا وعلامة على نجاح النموذج التونسي الذي نتمنى أن يكون مثالا يُحتذى به في بقية دول المنطقة"، مشيرا إلى أن النهضة تريد أن نكون نموذجا للديمقراطية العربية.

وقال الغنوشي إن "الحركة دحضت مقولة إن إيمان الإسلاميين بالديمقراطية ينتهي عند وصولهم إلى السلطة بعد أن سلموا السلطة وخرجوا من الحكومة عندما اقتضت مصلحة الوطن ذلك"، مشيرا إلى أنهم يعولون دائما على التوافق والحلول التوافقية.

وأضاف: "بعد الانتخابات الماضية قبلنا بالهزيمة، وهنأنا خصومنا الفائزين وأعتقد أن الواقع يؤكد كل هذا".

وفي معرض حديثه عن تصاعد المجموعات المتشددة والمسلحة، قال الغنوشي: "هذه الظاهرة تعتمد بالأساس على فهم متشدد للإسلام، ولكنها كذلك نتيجة لوضعية سياسية واجتماعية – اقتصادية معينة، وهى ليست ظاهرة إسلامية فحسب، لأن التنظيمات المتطرفة والإرهابية ظهرت في أزمنة مختلفة وفي بلدان عديدة".

وأضاف أن "ألمانيا شهدت ظهور "جماعة الجيش الأحمر" وفي إيطاليا ظهر تنظيم "الكتائب الحمراء"، ونحتاج إلى أمرين من أجل سحب البساط من تحت أقدام مثل هذه المجموعات: ديمقراطية وتنمية بشرية".

ورأى الغنوشي أن "التونسيين الذين يقاتلون الآن في سوريا ليسوا أبناء الثورة التي عمرها الآن 4 سنوات، وإنما نشأوا تحت حكم بن علي، مؤكدا: "يجب علينا أن نفهم جيدًا أسباب هذا الصراع، هذا التطرف العنيف هو رد فعل ونتيجة للديكتاتوريات التي نشأ فيها هؤلاء الشباب سواء بن علي، القذافي، مبارك، الأسد، وصدام حسين من يزرع ديكتاتورية يحصد إرهابا".

من جانب آخر، رفض الغنوشي إطلاق وصف "علماني" على الدستور التونسي قائلا: "نحن فخورون بهذا الدستور الذي لم ندعمه فقط، بل ساهمنا في كتابته وأنا لا أعتبر هذا الدستور علمانيا بل أعتبره دستورا يوافق بين الإسلام والديمقراطية والحداثة نحن لا نرى تعارضا بين العلمانية المعتدلة والإسلام الوسطي، ففي العديد من الدول الأوروبية توجد أحزاب مسيحية – ديمقراطية، وفي العالم توجد أحزاب ذات مرجعية بوذية أو هندوسية، لماذا إذن لا يمكن أن توجد أحزاب إسلامية – ديمقراطية؟".